موقع ليبرالية

الأربعاء، 25 أبريل 2012

"سائق التاكسي"




"اِركب يا باشا.. ممكن سجارة والنبي عشان خرمان يا صاحبي، وهوا الفجر بيفتـَّح الصدر.. ألف شكر يا باشا.. هسسسسسسسس.. أول نفس يدخل صدري م الصبح. ماتفتكرش يا باشا إني كفحتي ولا حاجة لا سمح الله! أنا الطبيعي بتاعي بجيب بالعلبتين وبالتلاتة مرلبورو في اليوم.. بس الحالة كرب اليومين دول معايا.. قولتلي عايز تروح فين؟ عنيا يا باشا، حلوة الزتون.. أنا فيه أماكن لو اتدفعلي فيها مليون جنيه ماروحها أبداً.. زي ايه؟ زي إمبابة مثلاً.. عيال كلها ضريبة وبلطجية، ومليانة تكاتك.. أنا اتثبتّ هناك مرة بمطوة بس وقتها كنت محشش لما عميان فقلت للواد: المطوة ديه تحطها في كس أمك يا خول، انزل هنا قبل ما آخدها منك أقطعك بيها! الواد كان كله عضلات بس خاف وجري زي الأرنب.. مستغرب يا باشا؟ والله انت ابن حلال.. دَ أنا ياما اتثبتّ! وكل التثبيتات كانت بعد الثورة النجسة ديا.. أوسخ موقف حصل معايا لما كنت بوصـَّل 2 زباين محترمين كدة مايتخيروش عنك لقليوب.. وعند الترعة السكيتي قالولي وقـَّف! واحد طلـِع بـِ فرد من جيبه والتاني بـِ سنجة.. هووووب رحت طفيت العربية والمفاتيح في ايدي، قمت فاتح الباب بسرعة وجريت.. خدت لطشة سنجة في ضهري من الواد ابن الحرام اللي ورا، بس بسيطة زي بنتي الوحيدة زيزي -ربنا يباركلي فيها- مابتخربشني.. أروح أشخط في أم زينب عشان سايباها، ضوافرها كبيرة.. هي كبيرة مش صغيرة.. بس مخها بعافية حبتين.. قضا ربنا! الحمدلله على أي حال.. المهم يا باشا، أنا ماحستش برجلي وأنا بجري وسط الزرع والحتة ضلمة ومافهاش صريخ ابن يومين.. هوووووب ألاقي نفسي سقطت في الترعة.. الريحة كانت نجسة زي لامؤاخذة يا باشا كدة لما تنزل في كبانيه بعد ما واحد عمل إسهال ومشدش السافون.. استنيت شوية تحت الخرا وأنا قافل مناخيري بإيدي.. وايدي التانية متبت بيها ع المفاتيح.. لغاية ما حسيت إني هتخنق والدنيا آمان برة.. قمت طلعت، كانوا جريوا.. قلت الحمدلله طلعوا عيال خام ماعرفوش يدوروها بالأسلاك، هم بس لهفوا 33 جنيه كنت حاططهم في العلبة ديه، قلت بسيطة لكن على جثتي إنهم ياخدوا التاكس.. كان فيه كيس حاطط فيه ترنج، غيرت هدومي وطلعت ع البيت.. أم زينب قالتلي بيع التاكس وافتح كشك سجاير أأمن.. بس برضه المنظر يا بيه.. إش جاب سواق تاكس بيلف الشوارع لواحد متمسمر في مكانه؟ وصاحبك كمان بيتخنق بسرعة.. بعد كدة وفي نفس الأسبوع.. واحد من السواقين زمايلنا مارضيش يدي التاكس لاتنين بلطجية فضربوه بخرطوش بلي في صدره راح المستشفى، والتاكس راح منه.. ده حتى مش بتاعه، هو شغال عليه.. صاحب التاكس بقى رفع عليه قضية، بيقول إنه مالوش دعوة وعايز عربيته.. لما رحت أزوره في المستشفى قلتله تعالى نشتغل بلطجية بعد ما تقوم بالسلامة لغاية ما نجيب حقنا ونبطل، قعد يضحك لما كح دم.. وفي نفس الأسبوع يا باشا.. آه والمصحف زي ما بقولك.. واحد صاحبنا تاني ثبتوه وخدوا عربيته وخدوا كمان رقم موبايله عشان يكلموه.. تجيب 15 ألف جنيه نديك التاكس.. مراته باعت صيغتها واستلف من طوب الأرض وجاب الفلوس، وراح قابلهم في نوة ع الطريق، خدوه على فسبا بعد ما خدوا منه الفلوس وغموله عينيه ولبسوه الخوذة لغاية ما سابوه مع عربيته.. وهو راجع بيها بقى.. وقفته لجنة، راح حكالهم الحدوتة.. تخيل الظابط ابن الوسخة قاله ايه؟؟ مش عربيتك رجعتلك بالسلامة، ماتنساش بقى تربط الحزام!! آهو من كل اللي بيحصل ده كبرت في دماغي فـَ رحت بالقرشين اللي محوشهم جبت طبنجة بـ 14 باكو وعلقتها في باب العربية.. بعد أسبوع.. لجنة وقفتني وفتشوني، الظابط قالي أنا عشان محترم بس هاخد الطبنجة ومش هعملك محضر قلتله يا باشا ديه بالشيء الفلاني، وانتو لا بتدافعوا عننا ولا عايزنا ندافع عن نفسنا ؟؟ فمسكني من قميصي، انت شكلك لبط يلا.. اركن على جمب.. رحت قلتله حقك عليا يا باشا أنا ابن وسخة، أصلاً أمي ميتة فـَ مش هيفرق لما أقول عليها وسخة وهي أكيد ماترضاش لابنها بالبهدلة.. كبرت في دماغي بقى إني أسرق م الزباين.. فيه زرار هنا يا باشا سياحي، أيوة ده اللي ع اليمين.. ده لو دوست عليه بيضاعف الأجرة.. قمت معلق في المراية اسكارف مدلدل قدام العداد عشان الزبون مايخدش باله لما يجري.. أنا بقولك الكلام ده عشان أوعيك يا باشا، بص كدة ع العداد هتلاقيه ماشي بحق ربنا.. المهم يا باشا أول زبون طلعت معاه لقيته محترم أوي وحاطط بارفان غالي قلت مش هيفرق معاه بقى.. لقيته بيرفع السكارف وبيبص ع العداد وبيقولي انت حرامي!! أنا اتلجمت يا باشا لأني ماليش في الكدب.. قالي ده لسة ماكملش كيلو والطريق مافهوش وقوف والعداد عدى الـ 2.5! قعدت أسرح بيه لقيته بيقولي أنا هوديك القسم.. رحت موصله لغاية مكانه وماخدتش منه ولا مليم وقلت مش هكررها تاني ومن بعدها بقيت ماشي بما يرضي الله. بتسألني هدي صوتي لمين في الانتخابات؟؟ يا باشا أنا صوتي رايح أصلاً، مرة ركب معايا واحد م اللي بيشجعوا أبواسماعيل.. أول ما ركب -وأنا حافظ أشكالهم- قلتله وحياة أبوك وأمك يا شيخ ما تلزق صورة ع العربية.. قعد بقى يخوتني بيه وأنا مستذوق معاه، مش عايز أشخرله.. بس أخر ما راسي ورمت رحت قايله أنا أصلاً كافر ومابركعهاش! وراسي ورمت من كلامك.. هتسكت ولا أنزلك هنا؟؟ برضك واحد تاني ركب معايا زي العيال اللي بيطلعوا في النشرة دول، ابن الوسخة قعد يفتقلي دماغي وانت لازم تنتخب وتشارك في البتنجان قلتله يا باشا يا متعلم أنا راجل بسيط على قد حالي بس لما أنا مانتخبش ايه اللي هيحصل؟؟ صوتي هيحل مشاكل البلد؟؟ يقوم ابن المرة الزانية يقول ماهو لو كله فكـَّر بالشكل ده هتبقى مشكلة.. رحت جحرتله بعنيا كدة آه والله زي ما بقولك يا باشا وقلتله انت مابتفهمش الكلام ولا مش بتسمع ؟؟ أنا بقولك إن صوتي مش فارق.. لو هيفرق قولي ازاي وماتشتغلش بقى تقولي لو كله قال وعاد.. أنا بكلمك عن نفسي! قعد بقى يرطن بكلام عن قيمة نفسك ومثل أعلى لعيالك مثل أعلى ازاي إذا كانت بتي مخها مع اللي خالقها.. لقيته زنان فقلتله حاضر هبقى انتخب بصوتين كمان لو ينفع.. عايز تنزل على جمب هنا؟ عينيا يا باشا.. معلش لو كلت دماغك.. ما تخلي يا باشا.. والله ماتخلي بجد.. والنبي بس قبل ما تمشي أنا عايز أقولك إني شغال رغي وبترقص وأنا بتكلم عشان أبينلك إني بضرب برشام، عشان مافيش حد ممكن يسرق مبرشم لأنك ماتعرفش ممكن يرد عليك بإيه! بس وحياة زيزي أنا مش ضارب.. انت شكلك محترم وكل حاجة بس ياما ناس كان شكلها محترم ثبتتني واللي خوفني أكتر إنك كنت ماسك مادلية المفاتيح في ايدك زي ما تكون هترزعني بيها، فقلت أعيش الدور.. بس قولي بصراحة.. انت كنت ماسكها كدة عشان خايف؟؟ بتعمل احتياطاتك يعني؟؟ منهم لله اللي كانوا السبب.. خلونا كلنا خايفين من بعض.. يلا يا باشا صباحك فل إن شاء الله..

منقول

الجمعة، 13 أبريل 2012

حازم أبو اسماعيل ... عندما يغدو الكذب و التعصب ديناً .





بداية لم أكن احب الخوض فى هذا الموضوع و لعل كثير من أصدقائى لاحظوا أنى لم أعلق بكلمة على موضوع جنسية والدة المرشح حازم ابو اسماعيل و تداعياتها منذ بدأ هذا المسلسل الهابط السخيف الذى ظهر سخفه منذ اللحظات الأولى

الا أنه فى الفترة الأخيرة بدأت الأمور تأخذ منحنى خطير جداً يتمثل فى شيخ بلحية يستغل العاطفة الدينية القوية عند كثير من البسطاء وهو فى نفس الوقت محامى يستغل الثغرات القانونية لكى يدارى كذبه و لا يبالى بإحراق الوطن من أجل حفظ ماء وجهه و أتباع إما يعرفون الحقيقة و لكن تعصبهم للشخص و للفكرة المسيطرة عليهم يجعلهم يتغاضون عما فعل و لا تهمهم كثيراً الوسيلة أمام الغاية العظيمة و اما بسطاء التفكير مغيبين لم يصل تفكيرهم و متابعتهم للأحداث الى ادراك حقيقة الأمور و تأخذهم نشوة تحقيق حلم الخلافة الراشدة على يد من يناصرونه

حازم أبو اسماعيل امه حصلت فعلاً على الجنسية الأمريكية و هذا لا خلاف عليه و كل ما حدث أنها لم تتقدم بطلب لوزير الداخلية المصرى يفيد بحصولها على الجنسية مثلما يفعل كثير من المصريين من الحاصلين على جنسيات أخرى و حازم أبو اسماعيل كمحامى يبحث عن الإنتصار بغض النظر عن اثبات الحق يستغل هذه الثغرة القانونية و يطالب وزارة الداخلية عن طريق القضاء الإدارى بمنحه شهادة بأن والدته لم تحمل الجنسية الأمريكية و طبيعى أن تمنحه الداخلية هذه الشهادة لأنه طبقاً لسجلاتها لا يوجد ما يفيد بأنها تحمل جنسية أخرى

اللجنة القضائية الخاصة بإنتخابات الرئاسة يمكنها التحقق من جنسية والدة المرشح من ثلاث جهات ... الداخلية و الخارجية و الجوازات ... أثبتت الخارجية و الجوازات الجنسية الأمريكية لوالدة المرشح و بناء على الحكم الأخير نفت الداخلية طبقاً لسجلاتها أنها تحمل جنسية أخرى .. اذن الكرة الآن فى ملعب اللجنة القضائية التى تحوز ما يثبت و ما لا يثبت الجنسية و يعلم القاصى و الدانى أنها لجنة حكومية قراراتها سياسية و أنها تابعة تماماً للسلطة التنفيذية و قرارها فى مسألة ترشح حازم ابو اسماعيل سيكون قراراً سياسياً من الدرجة الأولى يعتمد على توجيهات المجلس العسكرى و الإستراتيجية التى سيتبعها أثناء انتخابات الرئاسة

نستنتج مما سبق التالى :

أولاً : المرشح حازم ابو اسماعيل كاذب و مدلس و محامى غير شريف يستغل الثغرات القانونية و يوظف حضوره الدينى و دروسه فى المساجد فى الترويج لأكاذيبه و اذكاء التعصب لنفسه بين انصاره و مثل هذا فى رأيى الشخصى لا يؤتمن على ادارة وطن و عدم احترامه للقانون رغم دراسته له و ممارسته العملية كمحامى و عضو مجلس نقابة لا يتفق و شخص رئيس الجمهورية المنوط به احترام القانون و ضمان تطبيقه على الجميع بمساواه تامة

ثانياً : الكثير من أنصار حازم ابو اسماعيل و بالذات من ظلوا يؤيدونه بعد الأزمة الأخيرة متعصبون للشخص تعصباً شديدا حتى أنهم ربما لا يصدقون عقولهم اذا أثبتت لهم حقيقة غير التى يقولها الشيخ ( حتى عندما بدأ التراجع فى كلام الشيخ بهدوء و شكل مدروس فبعد الإنكار التام إذا به يعترف بأن والدته حصلت على جرين كارد ثم بعدها يعترف بانها قدمت طلب للحصول على الجنسية و لكنه يقول ان هذا ليس بدليل على انها حصلت عليها و كذلك عندما أعلنت السعودية بأن والدته دخلت الى البلاد معتمرة بجواز امريكى عام 2007 !!!!) يساعدهم على البقاء فى الغيبوبة العقلية التى يعانون منها كاريزما الشيخ و تهجد أنفاسه و ترقرق الدموع فى عينيه و مهاجمته للمجلس العسكرى و القوى الغربية التى تتآمر عليه و أن الإسلام مستهدف و تحول الإسلام فى قلوب بعض أنصاره الى بيعة و تصديق و ثقة مطلقة فى الشخص و ايمان عميق بأن الإسلام سيصبح فى خطر اذا لم يتم انتخاب حازم لرئاسة الجمهورية

ثالثاً : القى الحكم الأخير الذى أوضحنا حقيقته طوق النجاه الى حازم ابو اسماعيل فأوهم أنصاره أنهم انتصروا و حصلوا على ما يريدونه و حشد أنصاره بتعصبهم و ضيق افق الكثير منهم الى محاصرة اللجنة القضائية و مطالبتها بقبول أوراق حازم و هو المستفيد فى الحالتين بغض النظر عن كم الحرائق التى يمكن أن تشعلها هذه الحماسة الصافية فى قلب الوطن ... فإذا قبلت اللجنة القضائية أوراقه فسيكون منافس قوى فى انتخابات الرئاسة و سيكون بمثابة اعلان البراءة له و اذا رفضت اللجنة فسيتحول الى شهيد فى عيون أنصاره للمجلس العسكرى و اللجنة القضائية و الغرب الصهيونى و كل متربص بالإسلام

رابعاً : على أنصاره أن يدركوا جيداً أن قبول أوراق حازم لا يعنى برائته و لكن قد تقتضى قواعد اللعبة التى يلعبها المجلس العسكرى و الأجهزة الأمنية أن يظل فى السباق حتى يتم تفتيت أصوات الإسلاميين على 4 أو 5 مرشحين و يخلو الملعب لعمر سليمان أو و عمرو موسى و اللجنة القضائية ستصدر فى النهاية القرار الذى يريده المجلس العسكرى بغض النظر عن صحته من عدمه

خامساً : أنصار حازم يعرفون جيداً ان الرسول عليه الصلاة و السلام لم يول الإمارة من طلبها و له فى هذا حديث شهير صحيح و هم كما عرفناهم أحرص الناس على اتباع صحيح الحديث و يستدلون بإستدلال فاسد قوامه أن يوسف عليه السلام طلب أن يجعله الملك على خزائن الأرض و هو استدلال فاسد لأن حازم صلاح ليس نبيا يوحى اليه حتى يقال فعلها قبله سيدنا يوسف !! و لكن عندما يعمى التعصب العقول يتم للأسف خداعها بإسم الدين

سادساً : الى أى حكم شرعى أو فتوى يستند اليها من أعلنوا الجهاد فى حالة عدم قبول أوراق ابو اسماعيل ؟ هل هو جهاد من أجل اعلاء كلمة الإسلام و الحق أم جهاد تعصب لشخص نهاكم الإسلام عنه؟ و اذا كنتم متعصبين للفكرة أليس الأولى أن تدعموا و تلتفوا حول مرشح آخر ممن يحملون الفكرة الإسلامية كما تحملونها؟ أو يحمل هم الثورة كما يحملها مرشحكم ان كان كذلك؟ و اذا كنتم متعصبين لشخص كاذب فكيف ستواجهون الله فى مشهد يوم عظيم؟ و ألم تجاهدوا من قبل من أجل تحصين اللجنة القضائية و قراراتها من الطعن عن طريق المادة 28 و قمتم بغزوة الصناديق لأجلها ؟ أليس شرط نقاء الجنسية من حملتم الناس على التصويت عليه بنعم؟

سابعاً : هذا المقال ليس دفاعاً عن اللجنة الفاسدة و لا المجلس العسكرى المتواطئ و لكنه دفاع عن الحق كما أراه و حزناً على حال وطن التعصب كفيل بإحراقه و تحذيراً من دماء زكية قد تراق لشبهة عصبية جاهلية

كلمة أخيرة : يعرف الرجال بالحق و لا يعرف الحق بالرجال ... لا تسمحوا لأى من كان أن يستغل مشاعركم الطيبة النبيلة و عاطفتكم الدينية و دعوها فإنها منتنة

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 9 أبريل 2012

من وراء مؤامرة الإطاحة بأبو اسماعيل؟


مازالت العاصفة التي أثيرت حول المرشح المحتمل للرئاسة حازم صلاح ابو اسماعيل تلقي بظلالها على االسباق نحو القصر الجمهوري.. ومازال التخبط يعصف بالمصريين سواء من محبي الشيخ ومناصريه أو ممن يعارضونه..ولا أحد حتى الآن يعلم أين الحقيقة أو من المتسبب في هذه الزوبعة التي أربكت الحسابات وقلبت الموازين..
هناك من حاول تفسير ما حدث للشيخ أبو اسماعيل من إثارة قضية جنسية والدته هو مؤامرة كبرى تديرها الولايات المتحدة للحيلولة دون وصول الإسلاميين للسلطة.
ولكن من يرى ذلك يغفل عن حقيقة أن الولايات المتحدة مطمئنة تماما ولا يزعجها أبدا وصول أياً من كان للسلطة طالما أن مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل في الحفظ والصون.
ولكن مؤامرة الإطاحة بأبو اسماعيل هي داخلية بامتياز وليست لها أية أجندات..
صحيح أن تناقض موقف الشيخ وتأرجحه بين الإنكار ثم الإعتراف، ومن قبله موقف نائب التجميل أنور البلكيمي والأداء المنبطح لنواب الشعب وفضيحة التكويش على المناصب الكبرى قد ألحق بالإسلاميين خسائر فادحة حيث ظهروا بأنهم تجار دين لا أكثر وأن الغاية عندهم تبررالوسيلة أيا كانت الغاية وأيا كانت الوسيلة.
ولكن مع قليل من التفكيرفيما يحدث لابد أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة: لماذا أثيرت قضية جنسية والدة أبو اسماعيل في هذا التوقيت بالذات؟ الرجل مستمر في الدعاية الإنتخابية منذ أشهر طويلة ولم تظهر تلك القضية طوال هذه الفترة ولم يشر إليها أحد ولم تتقدم الداخلية أو الخارجية بما يثبت تلك الواقعة رغم أن الأمن في بلادنا يعلم كل شيء عن أي شيء!.
فإذا ربطنا ذلك بإعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر ومن بعده محمد مرسي، ثم دخول عمر سليمان في اللحظات الأخيرة إلى حلبة السباق، كل ذلك يوحي بأن هناك من يلعب من خلف الستار ويدبر أمرا غايته أن يهز صورة الإسلاميين بقوة في عيون من يزالون يعقدون عليهم آمالا كبيرة.. فإذا كان أقوى مرشحي التيار الإسلامي كاذبا فلمن ستذهب أصوات الكتلة الإسلامية؟
هنا يظهر دور الإخوان الذين يلعبون على مصالحهم أيا كانت الظروف، فإزاحة ابو اسماعيل بالنسبة لهم لن تكون سهلة إلا إذا لحقت به فضيحة كبرى.. وهم يراهنون على أن أصوات مؤيدي أبو اسماعيل ستذهب لهم جملة واحدة..
هذا الوضع لن يرضي بالتأكيد أنصار التيار الليبرالي أو المسيحيين الذين سيفضلون التصويت لأي شخص مدني قوي يحميهم من سيطرة الإسلاميين حتى لو كان نائب الرئيس المخلوع!.. ذلك المرشح التوافقي الذي يرضي الجميع: الإسلاميين والليبراليين ويحظى بدعم القوات المسلحة لأنه سيحرص على استمرار الوضع الخاص الذي تتمتع به داخل النظام، وهو الضمان الوحيد لاستمرار نظام المخلوع وعدم محاكمته أو العفو عنه.. كما أن الكثير من المصريين يعتبرونه سوبرمان الذي سينقذ مصر مما هي فيه لما يتمتع به من شخصية قوية قادرة على إعادة الأمور إلى نصابها كما كانت قبل الثورة أي الاستقرار والأمن كما يحلمون على طريقة "قوي فاجر خير من تقي ضعيف"!!..
وتم المخطط كما رسم منذ البداية.. إزاحة البرادعي، ثم التضحية بأبو اسماعيل، وتحجيم دور أبو الفتوح وصباحي والعوا،والرهان على شفيق وموسى ثم التضحية بهما أيضا.. ولا يبقى في النهاية إلا صفقة بين طرفين يعشق كلاهما إبرام الصفقات والتفاوض حول المكاسب.. عمر سليمان إذن هو الرئيس المنتظر وخيرت الشاطر - الذي سيتنازل له مرسي بطبيعة الحال - هو رئيس وزراء مصر القادم.. ولا عزاء للثورة..
كل ما سبق قد يكون محض خيال أو صدفة.. وسواء كان الشيخ أبو اسماعيل صادقا أو كاذبا.. وسواء اتحد مرشحو الثورة أو لم يفعلوا..فالنتيجة واحدة.. عصر المخلوع سيعود من جديد!!
فهل ترى حقاً أنها مؤامرة؟ أم أن ممثلو التيار الإسلامي وقعوا في شر أعمالهم ونالوا ما يستحقونه نتيجة استخدامهم للدين في غير موضعه واللعب بالمشاعر لتحقيق أهدافهم؟