بروتوكولات حكماء إخوان: البروتوكول الثالث
عندما تندلع ثورة شارك فيها عندما تنسحب الشرطة، وانسحب منها عندما يتولى الجيش السلطة، ثم شوه الثورة والثوار والشهداء والعق البيادة، لا تخاطر بالجماعة، فالجماعة فوق الوطن، والانتماء الحقيقي لعضو الجماعة يجب أن يكون لها ولمرشدها، الذي عليه أن يؤمن بأنه «طظ في مصر».
اعلم أن دورك في الثورات هو ركوبها، تحالف مع العسكر وكن يدهم الناعمة حينًا والحديدية أحيانًا في تفتيت الثوار، فمصلحة الجماعة تتعارض تمامًا مع أهداف الثورة، شوه بعض الرموز، وأيضًا بعض المفاهيم مثل الليبرالية والعلمانية، قل لأتباعك وللبسطاء من بني شعبك إنها تعني الانحلال الخلقي والإلحاد، ثم صف كل الثوار بها، واعلم أنك إذا نجحت في تشويه المفاهيم وفي تضليل الشعب ستكون معركتك ضد الثوار قد حسمت تقريبًا.
عندما تطرح فكرة المجلس الرئاسي المدني، قل إن الشعب لن يتفق على الشخصيات، مرر بينهم العديد من الأسماء ثم شكك فيها جميعًا، اعمل على جعل كل مجموعة تنادي بمجلس يختلف عن الآخر، ثم قل إن الثورة تفتقد لآلية اختيار المجلس الرئاسي المدني، فنجاح الثوار في فرض هذا المجلس، يعني فشلك في ركوب الثورة وتحقيق مصالح الجماعة.
تهرب من المجلس الرئاسي المدني، بالقول إن طريقة اختياره ستكون غير ديمقراطية، وإن تعديل دستور مبارك هو الأهم، سينسون معركة المجلس الرئاسي، ويطالبون بدستور جديد، سيقولون العديد من الحجج، إذا فشلتم في مواجهتها، فأعدوا لهم ما استطعتم من كذب، وقولوا للناس إن الاستفتاء على وجود الدين من عدمه، وامضوا في طريقكم، فالاستفتاءات مقبرة الثورات.
تحالف مع العسكر أكثر ضد الثورة، قل إن جند مصر خير أجناد الأرض، وإن رسول الله أوصى بهم خيرًا، وإنهم في رباط إلى يوم القيامة، وإن الثورة ترغب في النيل منهم، لأنها ثورة ممولة، وملونة، وتحمل من الأجندات الخارجية، ما تعجز عن حمله الجبال.
قل إن الثورة مدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا وإن الثوار يرغبون في إضعاف جيش مصر الذي ذكر في النصوص النبوية، لأنهم ضد الدين، ولأنهم يساهمون في مخطط لإسقاط مصر ولفتح حدودها أمام جيوش العدو لاحتلالها.
عندما يسفك العسكر دماء الشهداء، لا تبدي أي تضامن. العسكر هم الطرف الأقوى الآن، وهم القادرون على حفظ مصالحك ومصالح جماعتك، لن يضيرك شيئًا إذا شككت مرة أخرى في وطنية الثوار ودينهم، أيضًا قل إنهم بلطجية، وإن من هم في ماسبيرو أو في محمد محمود أو مجلس الوزراء أو شارع منصور ليسوا من ثوار 25 يناير.
لا تهتم بدماء الشهداء، قل لأتباعك وللبسطاء إنهم مجموعة من الخونة، وتذكر أن اللون الأحمر في سجاد القصور، أهم منه في الدماء المسفوكة على الأسفلت. لا تنسى استخدام النص الديني، ولا تنسى أيضًا اتهام الثوار بالعمالة وبأنهم ينفذون مخطط خارجي ضد الدين وضد الدولة، تلاعب بمصطلح الشهادة، فالشهادة شرف، استخدم عباءتك الدينية في إيهام بني شعبك أنك الوحيد الذي يملك صك الشهادة، فليس شهيدًا كل من لم تمنحه هذه الصفة حتى ولو مات مدافعًا عن كل مقاصد الأديان.
سيتزايد عدد الشهداء، في شارع محمد محمود، ويعود الحديث مرة أخرى عن المجلس الرئاسي المدني، يجب أن تقاوم الفكرة بكل قوة، كل إن من يطرحونها بلطجية، وإنهم يرغبون في اقتحام وزارة الداخلية، كرر نفس الكلام القديم، من الذي سيختار المجلس، اسخر من الفكرة وقل إن السلطة سيتم نقلها للمدنيين بالانتخابات البرلمانية الجارية، وقل إن انتخاب البرلمان هو أول طريق التحول الديمقراطي، وإن المجلس العسكري «وعد فأوفى»، ثم اقبل بكمال الجنزوري رئيسًا للوزراء، كي تقتل فكرة المجلس الرئاسي تمامًا.
غض الطرف عن تواطؤ أجهزة الدولة في تقديم أدلة إدانة مبارك ونجليه والعادلي وكبار مساعديه، واعلم أن تمكين الجماعة و«فتح مصر» أهم من إدانة رئيس لقتله عدد من الأشخاص، يصفونهم الثوار بالشهداء، الأهم في الأمر هو كيف نمكن لجماعتنا في حكم مصر، وكيف نسيطر على كافة النقابات والبرلمان وانتخابات الرئاسة والحكومة.
عندما يصدر الحكم ببراءة مساعدي وزير الداخلية ونجلي مبارك، وعندما يفلت مبارك من حبل المشنقة، سيشتعل غضب الثوار، ها هي الفرصة تأتيك على طبق من ذهب، قل إنك ستذهب للميدان، وإن مرسي في طريقه إلى هناك، قل إنك لن تتخلى عن الثورة وإن الإخوان قرروا «حماية الثورة وحماية الانتخابات»، إياك وأن تحيد عن هدفك، ولا تنسى.. كرسي الرئاسة على بعد خطوات.
يجب أن تخلع عباءة السلطة وترتدي عباءة الثورة من جديد، فلم يتبقى من الزمن على جولة الإعادة سوى أسبوعين، ولا تنسى أن الثوار حصدوا ملايين الأصوات في الجولة الأولى، وهم وحدهم القادرون على جعل مرشحك الاستبن رئيسًا، ليصبح الحاكم بأمر المرشد في مصر.
يجب أن تكون أعصابك باردة، تعامل مع الثوار وكأنك تمن عليهم بنزولك إلى جانبهم، إذا هتفوا ضدك أو ضد الجماعة أو المرشد، فلترتفع أصوات أتباعك بشعار «إيد واحدة»، حاول أن تعيد لهم شعور الثمانية عشر يومًا الأولى في الثورة، ستكسبهم في صفك، ومن يصر على معارضته لوجودك، شوهه، قل إنه عميل، وإنه ضد الثورة، وإنه يرغب في عمل فتنة بين الثوار.
سيطرحون مرة أخرى فكرة مجلسهم الرئاسي المدني، قد يضعون اسم مرشحك للرئاسة فيه، سيحاولون أن يضغطوا عليك كي توافق على المجلس، ولكن تذكر أن المجلس الرئاسي سيضيع حلمك بتمكين الجماعة من حكم مصر، قل إنه لا يمكن عمل توافق على مجلس يلقى قبول الجميع، وأكد أن المجلس الرئاسي هو مجلس غير دستوري، وإنه لا بديل عن الانتخابات، ولا بديل عن مرسي رئيسًا، استثمر غضبهم في ما يفيد الجماعة وفقط، فمصلحة الجماعة فوق مصلحة الثورة وفوق مصلحة الوطن.