موقع ليبرالية

الأحد، 10 فبراير 2013

بروتوكولات حكماء إخوان: البروتوكول الخامس



. ومن أجل الوصول للغاية، تنعدم أهمية أن تكون الوسيلة أخلاقية من عدمها، لا تتوقف كثيرًا أمام الوسائل، فالغاية تبرر الوسيلة مهما كانت، ودولة الإخوان يهون في سبيلها كل شيء، حتى لو كانت ثورة عظيمة كنت آخر من التحق بها وأول من تركها، أو دماء شهداء وصفتهم بالعمالة ثم تاجرت بها في حملتك الانتخابية، أو ثوار في سجون العسكر اتهمتهم بالبلطجة، ثم جعلت من آلامهم سلمًا لوصولك إلى الكرسي.
تشويه معارضيك وشيطنتهم هي الدرجة الأولى في سلم مرحلة تمكينك من الدولة وكافة أجهزتها، لا تنسى أن تردد طوال الوقت أنك مع حرية الرأي والفكر والتعبير، ولكن لا تنسى أيضًا أن تشكك في إيمان كل من ينتقدك، وتشكك في عقيدة كل من يعارضك، وتشكك في وطنية كل من ينافسك، قل إنهم عبيد النظام السابق الذي كنت تعقد معه الصفقات لتنال نصيبك من كراسي البرلمان، قل إنهم فلول نظام مبارك الذي قال عنه مرشدك إنه «أب لكل المصريين»، قال كل ذلك وأكثر، دون أن تلتفت لأدوارهم الوطنية، وتضحياتهم، وثورتهم التي سطوت عليها.
لا تنسى في معركتك معهم أن لا تكون وحيدا، شكل طوال الوقت لجانًا من هؤلاء الذين اعتادوا تصديقك، هم لا يطلبون منك أكثر من بعض الوعود، وإن طلبوا أكثر من ذلك، اتهمهم بعرقلة مسيرة الثورة والوطن، وخدمة الفلول، تأكد من خضوع بعضهم لابتزازك، سيقفون معك أمام الكاميرات، يدعون أنصارهم لتأييدك والتصويت لك، ولكن أهم ما في هذا المشهد هو أن يظهر للجميع وكأن ثمة حالة من التوافق الوطني حولك، وأنك تنال ثقة الجميع، ومن هؤلاء الجميع بعض ممن كنت تسبهم بالأمس، لذا بالغ في توزيع ابتساماتك عليهم، لتشعرهم بالألفة والمودة، ولتعدهم وعدًا غير معلن بثمة دور هام في الدولة في الفترة المقبلة.
اصنع معارضة لك، اخترهم بعناية، على أن يكون بعضهم من السذج، والبعض الآخر ممن يسجدون أمام ذهب المعز، اسمح لهم بمهاجمتك في بعض الأحيان، حتى ولو تطاولوا على الجماعة، فالهدف أكبر من أن تخوض معهم معركة جانبية، لا تنسى أن تهاجمهم أنت أيضًا، اتهم بعضهم بالحصول على تمويل أجنبي، واتهم البعض الآخر بمحاولة إسقاط الدولة، ولكن حافظ على شعرة معاوية، فهم حائط الدفاع الأول عنك في أوقات ضعفك، سينزلون معك الميادين ويصوتون لك في الانتخابات ويهاجمون الثوار بدلًا منك، لتتفرغ أنت للتخطيط لخطواتك المقبلة.
في أوقات معاركك الكبرى، عليك أن تفسح المجال قليلًا لمعارضتك التي صنعتها بنفسك، ازرع داخلهم إحساسًا وهميًا بالنزاهة، قل لهم إنك تثمن موقفهم لوقوفهم معك رغم «معارضتهم» الوهمية لك، وإن انحيازهم لك ليس معناه موافقة على برنامجك، وإنما هو «انحياز للثورة»، اترك لهم المجال ليهاجمون كل من يعارضك، حتى ولو كانوا رفاق لهم وكانوا يحمون بعضهم البعض من رصاص العسكر في محمد محمود بينما كنت تحمي أنت صناديق الانتخابات وتشكر العسكر على حمايته العملية الانتخابية، لتمهد طريقك إلى البرلمان.
قل لمعارضتك التي صنعتها إن وقوفهم إلى جانبك ليس حبًا في لحيتك، وإنما من أجل دماء الشهداء التي خنتها من قبل، ومن أجل حرية 12 ألف ثائر داخل سجون العسكر، عليك أن تكون متشددًا ضد العسكر الذين لمعت بياداتهم من كثرة ما لعقتها، اعلم أن الثوار ما ثاروا إلا من أجل دولة مدنية، حاول أن ترسخ في أذهانهم أن الدولة المدنية ضد الدولة العسكرية وفقط، دون أن تتحدث على الإطلاق عن دولتك الإخوانية الطائفية التي تسعى لإقامتها.
قل لهم إن انتصارك يعني الإفراج عن زملائهم الثوار المحاكمين عسكريًا، ولكن إياك أن تفعل، اعلم أن إفراجك عنهم هو بداية نهايتك، فهؤلاء ما سجنهم العسكر إلا لشجاعتهم في الدفاع عن ثورتهم، وبالغطاء الشعبي الذي منحته له عندما صورتهم على أنهم مجموعة من البلطجية والعملاء.
سينتظرون منك قرارات فورية وثورية، ولكن لا تنسى أن الحاكم بأمر مرشدك، الذي أصبح رئيسًا، هو الذراع الرئاسي للجماعة، لا أكثر ولا أقل، كلفه بإصدار قرار فوري بعودة الشعب للانعقاد بدلًا من عودة الثوار المعتقلين لأسرهم، فمصلحة الجماعة فوق كل شيء، ومصلحتها تقضي بالتخلص من خطر عودة 12 ألف ثائر للالتحاق بصفوف الثورة.
استخدم الثوار المعتقلين كورقة مساومة في يدك. استخدمها في كل معاركك ضد كل خصومك، عندما تقرر النزول للميدان للدفاع عن مصلحة الجماعة، قل للمعارضة التي صنعتها إنك لن تعود إلا بعودة الثوار المعتقلين إلى بيوتهم، حتى تنال ما نزلت من أجله، انسحب تدريجيًا واتركهم وحدهم، كما تركتهم منذ يوم التنحي يلتحفون أسفلت الميدان ويلتحفون سمائه ببردها وحرها.
لا تنسى أن تقوي تحالفك مع القوى المتأسلمة الأخرى للوقوف أمام الثوار، فكما واجهتموهم سويًا على مدار أكثر من عام ونصف بحملة تشويه منظمة، قد تضطرون لمواجهتهم في المرحلة المقبلة بخبراتكم الإرهابية العظيمة، لذا لا تؤجل دفع الفاتورة الانتخابية لهذه القوى، أصدر قرارات فورية بالإفراج عن إرهابييهم الذين أدينوا بالقتل وبتنفيذ عمليات إرهابية مسلحة ضد المصريين، بينما قل إن من هم في سجون العسكر ليسوا بالضرورة أن يكونوا ثوارا، شكل لجان تمنح صك الثورية لمن تشاء وتمنعه عن من تشاء، لتحافظ عليهم في السجون أطول فترة ممكنة وجريمتهم الوحيدة أنهم لم يحملون سلاحًا كإرهابييك الذين أفرجت عنهم وإنما لأنهم هتفوا.. سلمية.. سلمية.