موقع ليبرالية

الأحد، 2 سبتمبر 2012

بروتوكولات حكماء إخوان: البروتوكول الثاني


بروتوكولات حكماء إخوان: البروتوكول الثاني


الغاية تبرر الوسيلة، و«السلطة غايتنا، والمرشد قدوتنا، والموت في سبيل الكرسي أسمى أمانينا»، لا تفصح لبني شعبك عن غايتك الحقيقية، قل لهم إن الهدف الأسمى والغاية الكبرى هي تطبيق «شرع الله»، لا تخض معهم في أي تفاصيل، فالشيطان يكمن في التفاصيل، وقد يغلبك شيطان من يسألك في التفاصيل ولا تستطيع أن تجيب عليه، فقط إذا حاول أحدهم الاستفسار عن تفاصيل الشريعة، شكك في إيمانه وتدينه وتعامل معه بتعال حتى لو كنت لا تعرف من الشريعة سوى اسمها، التعالي بالإيمان، حتى ولو عن جهل، يوهم من أمامك بأنك عالم جليل.
شعارنا «المصلحة هي الحل»، سيكون من الأفضل أن تخدع البسطاء بشعار آخر براق، «الإسلام هو الحل»، ومرة أخرى إذا سألك أحدهم: «كيف؟»، شكك في إيمانه، لا تحاول الخوض معه في أي تفاصيل، فالسحر في كثير من الأحيان قد ينقلب على الساحر.
عندما تضع خططك لا تكترث كثيرًا بما هو أخلاقي وما هو غير ذلك، ولا بما هو إنساني وما هو غير ذلك، اهتم فقط بما يجب أن يكون وما لا يجب أن يكون، ما هو في صالح الجماعة وما هو في غير صالحها، حتى ولو كان الأمر في غير صالح الوطن، قل لأتباعك إن الوطن اختراع دنيوي، اخترعه المتمسكون بالحياة الدنيا، أما أتباع الجماعة ومن تبعهم فلا يبتغون وطنًا إلا في الآخرة، حيث حور العين و«أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل».
تعامل مع أي نظام طالما كان التعاون يخدم أهداف الجماعة، تعامل مع «عدو الشعب» «الطاغية» إسماعيل صدقي، واقتحم المؤتمرات الطلابية المنددة بسياسته القمعية والمطالبة بالاستقلال ونصبه نبيًا باستخدام النص الديني: «وأذكر في الكتاب إسماعيلا إنه كان صادق الوعد وكان رسولًا نبيا».
تحالف مع الملك نفسه، وعندما تجده يخسر الشارع لصالح حزب الوفد سانده ضد حزب الوطنية المصرية وقتها، وعندما تهتف الجماهير بأن «الشعب مع النحاس» اهتف أنت «الله مع الملك».
تحالف مع «الرئيس المؤمن» الذي عقد سلامًا مع إسرائيل، خض له معركته ضد خصومه اليساريين، اضربهم بالجنازير ومطاوي قرن الغزال في «الحرم الجامعي»، تحرش بالنشطاء من جماعة أنصار الثورة الفلسطينية، هاجم الحفلات الموسيقية داخل الجامعة، اصفع الطالبة اليسارية سهام صبري، اتهمهم بالكفر والإلحاد، قم بدور أجهزة أمن الدولة القمعية، في مقابل أن تحصل على حق التواجد الشرعي في الجامعات، وحق الخطبة في المساجد.
تحالف مع العسكر ضد الثورة، اتهم شهداء ماسبيرو أنهم مسيحيون يقفون ضد «جيش مصر المسلم»، حرض عليهم، وعندما يدهسون وتسفك دمائهم، قل إنهم ليسوا شهداء، واسخر من مينا دانيال وقل: كيف لمسيحي أن يكون شهيدا!
لا تكترث بالدماء التي تسفك ولا العيون التي تفقأ في شارع محمد محمود، تأكد تمامًا أن كل انتصار سيحققونه ستجني أنت ثماره، أنت صاحب التنظيم الأقوى، تنظيم الزيت والسكر والرشاوى الانتخابية التي تأخذ شكل المساعدات، هم ثوار لا يهتمون كثيرًا بمن يجني الثمار بقدر ما يهتمون بمدى تحقيق أهداف الثورة، اعلم في هذه اللحظة أن صندوق الانتخابات البرلمانية أهم من الشهيد الذي ألقاه عساكر الأمن المركزي في صندوق القمامة، وأن الحبر الفوسفوري أهم من دماء الشهداء، وأن سعد الكتاتني أهم من الشهيد عماد عفت، وأن العين التي ترى رمز الميزان دون أن تعرف ماذا يعني برنامجه وتضع إلى جانبه علامة الاختيار أهم من العين الثانية للدكتور أحمد حرارة.
لا تهتم بشهداء قصر العيني ومجلس الوزراء وشارع منصور، استمر في طريقك، لا تنسى شعارنا، السلطة غايتنا والموت في سبيل الكرسي أسمى أمانينا، تأكد أن موتهم سيجعلك تقترب أكثر من تحقيق أهدافك، فليحترقون هم من أجل الثورة، ولتحترق الثورة من أجلك أنت.
وكما فرطت في دماء الشهداء السابقين، لا تهتم كثيرًا بدماء أكثر من 150 شهيد في ستاد بورسعيد، قف أمام الشاشات، قل كلمتين حماسيتين كي تهدئ من غضب الجماهير، لتحمي المجرم الحقيقي، قل إنك ستشكل لجنة لتصدر تقريرًا، ثم افتعل قضية أخرى تنسي الجماهير الكارثة.
لا تنسى وأنت تخوض معركة انتخابات الرئاسة أن تستدعي الثوار للتصويت إلى مرشحك، اعلم أنهم أنقياء، وأن الكثير منهم لا يعرفون عنك شيء، ومتأثرين بشكل كبير من البروباجندا التي أثيرت حول مشاركتك في الثورة، ودورك المزعوم في موقعة الجمل، التي لعب فيها الألتراس والثوار الدور الأعظم ودفعوا دمائهم فيها، لتجني أنت ثمار الانتصار، من خلال قدراتك التنظيمية وقدرتك على ترويج أساطيرك في وسائل الإعلام.
قل لهم إنك تمثل الثورة الآن، وإنك وهم في نفس الخندق، لا تجعلهم يجرونك للحديث عن الشهداء، ولا تحالفك مع العسكر ضد الثورة، ابتزهم، قل لهم إن الأمر لا يحتمل وإن وقوفهم معك وقوف مع الثورة ووقوفهم ضدك وقوف ضدها، لا تسمح لهم بالتفكير، يجب أن تكتسب صفة مرشح الثورة، حتى لو كنت قد انقلبت عليها، وذلك لتكسب أكبر عدد من الأصوات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق