بداية لم أكن احب الخوض فى هذا الموضوع و لعل كثير من أصدقائى لاحظوا أنى لم أعلق بكلمة على موضوع جنسية والدة المرشح حازم ابو اسماعيل و تداعياتها منذ بدأ هذا المسلسل الهابط السخيف الذى ظهر سخفه منذ اللحظات الأولى
الا أنه فى الفترة الأخيرة بدأت الأمور تأخذ منحنى خطير جداً يتمثل فى شيخ بلحية يستغل العاطفة الدينية القوية عند كثير من البسطاء وهو فى نفس الوقت محامى يستغل الثغرات القانونية لكى يدارى كذبه و لا يبالى بإحراق الوطن من أجل حفظ ماء وجهه و أتباع إما يعرفون الحقيقة و لكن تعصبهم للشخص و للفكرة المسيطرة عليهم يجعلهم يتغاضون عما فعل و لا تهمهم كثيراً الوسيلة أمام الغاية العظيمة و اما بسطاء التفكير مغيبين لم يصل تفكيرهم و متابعتهم للأحداث الى ادراك حقيقة الأمور و تأخذهم نشوة تحقيق حلم الخلافة الراشدة على يد من يناصرونه
حازم أبو اسماعيل امه حصلت فعلاً على الجنسية الأمريكية و هذا لا خلاف عليه و كل ما حدث أنها لم تتقدم بطلب لوزير الداخلية المصرى يفيد بحصولها على الجنسية مثلما يفعل كثير من المصريين من الحاصلين على جنسيات أخرى و حازم أبو اسماعيل كمحامى يبحث عن الإنتصار بغض النظر عن اثبات الحق يستغل هذه الثغرة القانونية و يطالب وزارة الداخلية عن طريق القضاء الإدارى بمنحه شهادة بأن والدته لم تحمل الجنسية الأمريكية و طبيعى أن تمنحه الداخلية هذه الشهادة لأنه طبقاً لسجلاتها لا يوجد ما يفيد بأنها تحمل جنسية أخرى
اللجنة القضائية الخاصة بإنتخابات الرئاسة يمكنها التحقق من جنسية والدة المرشح من ثلاث جهات ... الداخلية و الخارجية و الجوازات ... أثبتت الخارجية و الجوازات الجنسية الأمريكية لوالدة المرشح و بناء على الحكم الأخير نفت الداخلية طبقاً لسجلاتها أنها تحمل جنسية أخرى .. اذن الكرة الآن فى ملعب اللجنة القضائية التى تحوز ما يثبت و ما لا يثبت الجنسية و يعلم القاصى و الدانى أنها لجنة حكومية قراراتها سياسية و أنها تابعة تماماً للسلطة التنفيذية و قرارها فى مسألة ترشح حازم ابو اسماعيل سيكون قراراً سياسياً من الدرجة الأولى يعتمد على توجيهات المجلس العسكرى و الإستراتيجية التى سيتبعها أثناء انتخابات الرئاسة
نستنتج مما سبق التالى :
أولاً : المرشح حازم ابو اسماعيل كاذب و مدلس و محامى غير شريف يستغل الثغرات القانونية و يوظف حضوره الدينى و دروسه فى المساجد فى الترويج لأكاذيبه و اذكاء التعصب لنفسه بين انصاره و مثل هذا فى رأيى الشخصى لا يؤتمن على ادارة وطن و عدم احترامه للقانون رغم دراسته له و ممارسته العملية كمحامى و عضو مجلس نقابة لا يتفق و شخص رئيس الجمهورية المنوط به احترام القانون و ضمان تطبيقه على الجميع بمساواه تامة
ثانياً : الكثير من أنصار حازم ابو اسماعيل و بالذات من ظلوا يؤيدونه بعد الأزمة الأخيرة متعصبون للشخص تعصباً شديدا حتى أنهم ربما لا يصدقون عقولهم اذا أثبتت لهم حقيقة غير التى يقولها الشيخ ( حتى عندما بدأ التراجع فى كلام الشيخ بهدوء و شكل مدروس فبعد الإنكار التام إذا به يعترف بأن والدته حصلت على جرين كارد ثم بعدها يعترف بانها قدمت طلب للحصول على الجنسية و لكنه يقول ان هذا ليس بدليل على انها حصلت عليها و كذلك عندما أعلنت السعودية بأن والدته دخلت الى البلاد معتمرة بجواز امريكى عام 2007 !!!!) يساعدهم على البقاء فى الغيبوبة العقلية التى يعانون منها كاريزما الشيخ و تهجد أنفاسه و ترقرق الدموع فى عينيه و مهاجمته للمجلس العسكرى و القوى الغربية التى تتآمر عليه و أن الإسلام مستهدف و تحول الإسلام فى قلوب بعض أنصاره الى بيعة و تصديق و ثقة مطلقة فى الشخص و ايمان عميق بأن الإسلام سيصبح فى خطر اذا لم يتم انتخاب حازم لرئاسة الجمهورية
ثالثاً : القى الحكم الأخير الذى أوضحنا حقيقته طوق النجاه الى حازم ابو اسماعيل فأوهم أنصاره أنهم انتصروا و حصلوا على ما يريدونه و حشد أنصاره بتعصبهم و ضيق افق الكثير منهم الى محاصرة اللجنة القضائية و مطالبتها بقبول أوراق حازم و هو المستفيد فى الحالتين بغض النظر عن كم الحرائق التى يمكن أن تشعلها هذه الحماسة الصافية فى قلب الوطن ... فإذا قبلت اللجنة القضائية أوراقه فسيكون منافس قوى فى انتخابات الرئاسة و سيكون بمثابة اعلان البراءة له و اذا رفضت اللجنة فسيتحول الى شهيد فى عيون أنصاره للمجلس العسكرى و اللجنة القضائية و الغرب الصهيونى و كل متربص بالإسلام
رابعاً : على أنصاره أن يدركوا جيداً أن قبول أوراق حازم لا يعنى برائته و لكن قد تقتضى قواعد اللعبة التى يلعبها المجلس العسكرى و الأجهزة الأمنية أن يظل فى السباق حتى يتم تفتيت أصوات الإسلاميين على 4 أو 5 مرشحين و يخلو الملعب لعمر سليمان أو و عمرو موسى و اللجنة القضائية ستصدر فى النهاية القرار الذى يريده المجلس العسكرى بغض النظر عن صحته من عدمه
خامساً : أنصار حازم يعرفون جيداً ان الرسول عليه الصلاة و السلام لم يول الإمارة من طلبها و له فى هذا حديث شهير صحيح و هم كما عرفناهم أحرص الناس على اتباع صحيح الحديث و يستدلون بإستدلال فاسد قوامه أن يوسف عليه السلام طلب أن يجعله الملك على خزائن الأرض و هو استدلال فاسد لأن حازم صلاح ليس نبيا يوحى اليه حتى يقال فعلها قبله سيدنا يوسف !! و لكن عندما يعمى التعصب العقول يتم للأسف خداعها بإسم الدين
سادساً : الى أى حكم شرعى أو فتوى يستند اليها من أعلنوا الجهاد فى حالة عدم قبول أوراق ابو اسماعيل ؟ هل هو جهاد من أجل اعلاء كلمة الإسلام و الحق أم جهاد تعصب لشخص نهاكم الإسلام عنه؟ و اذا كنتم متعصبين للفكرة أليس الأولى أن تدعموا و تلتفوا حول مرشح آخر ممن يحملون الفكرة الإسلامية كما تحملونها؟ أو يحمل هم الثورة كما يحملها مرشحكم ان كان كذلك؟ و اذا كنتم متعصبين لشخص كاذب فكيف ستواجهون الله فى مشهد يوم عظيم؟ و ألم تجاهدوا من قبل من أجل تحصين اللجنة القضائية و قراراتها من الطعن عن طريق المادة 28 و قمتم بغزوة الصناديق لأجلها ؟ أليس شرط نقاء الجنسية من حملتم الناس على التصويت عليه بنعم؟
سابعاً : هذا المقال ليس دفاعاً عن اللجنة الفاسدة و لا المجلس العسكرى المتواطئ و لكنه دفاع عن الحق كما أراه و حزناً على حال وطن التعصب كفيل بإحراقه و تحذيراً من دماء زكية قد تراق لشبهة عصبية جاهلية
كلمة أخيرة : يعرف الرجال بالحق و لا يعرف الحق بالرجال ... لا تسمحوا لأى من كان أن يستغل مشاعركم الطيبة النبيلة و عاطفتكم الدينية و دعوها فإنها منتنة
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق